الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

[اذكر أن الغيبة لا تقتصر على اللسان فقط]

صفحة 32 - الجزء 1

[اذكر أن الغيبة لا تقتصر على اللسان فقط]

  واعلم أن الغيبة ليست مقصورة على اللسان، بل كل ما عرفت به صاحبك نقص أخيك فهو غيبة، سواء كان بلسان أو قلم، فمن هجن⁣(⁣١) في مصنفه على شخص معين فهو غيبة، أو إشارة⁣(⁣٢)، ومنه ما روي عن عائشة أنها قالت: دخلت عليَّ امرأة، فلما ولت أومأت بيدي إلى⁣(⁣٣) أنها قصيرة، فقال ÷: «قد اغتبتيها»⁣(⁣٤)، أو فعل كأن يمشي متعارجاً كما يمشي


(١) التهجين التقبيح. وهناك هامش في (ب) لفظه لتضمنه النقص أو الافتخار من المعترض. تمت.

(٢) هامش في: (ب) لفظه فالمذكور في تعريف الغيبة، بناء على الأغلب وإلا فقد تكون الغيبة بالإشارة كما في حديث عائشة، وبغيرها مما ذكره قال في الإمداد: الغيبة ذكر الإنسان بما فيه مما يكرهه سواء ذكره بقلبه أو بلفظ أم كتابة أم إشارة. انتهى.

(٣) إلى زيادة من (ب).

(٤) إحياء علوم الدين ٣/ ٢٠٩ وذكر قوله: «قد اغتبتيها» في موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ٥/ ٦٥٨ وعزاه إلى مسند أحمد بن حنبل ٦/ ١٣٦، وإتحاف السادة المتقين ٧/ ٥٤٢، ٨/ ٥٣٧، والمغني عن حمل الأسفار للعراقي ٣/ ١٤٢، وروى الحديث باختلاف يسير الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم (ع) في كتاب (شرح دعائم الإيمان) ص ٣٣٠ من مجموعه، وهناك هامش في (ب) لفظه وقال لها لما قالت: «حسبك من صفية كذا، يعني قصيرة، لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته»، وقال لها لما قالت لا مرأة: إن هذه الطويلة الذيل، «الفظي الفظي» قالت: فلفظت مضغة من لحم. تمت.