اعلم أن حقيقة أصول الفقه
  
  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله الطاهرين.
اعلم أن حقيقة أصول الفقه
  هو علم بقواعد يُتوصل بها إلى استنباط الأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية، وهذه الحقيقة تنبئك على أن هذا العلم له الفائدة العظيمة، وهي أنك إذا عرفت هذه القواعد توصلك إلى استنباط الأحكام الشرعية، والقواعد هي جمل كلية يتعرف أجزاؤها منها، كما يقال: الأمر للوجوب، فهذه قاعدة كلية تشمل كل الأوامر نحو: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[البقرة: ٤٣] آمنوا بالله ورسوله: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[الأنفال: ٢٠] فكل هذه الأوامر للوجوب قد أخذ وجوبها من القاعدة التي تُعبر أن الأمر للوجوب، هذا وإليك معرفة الأحكام الشرعية وحقائقها، الأحكام جمع حُكم وهي النسبة التامة بين الشيئين بمعنى أنك إذا قلت: الصلاة واجبة، فهذا حكم إيجابي فقد حكمت بأن الصلاة واجبة، وهذه من القواعد التي ذُكرت في حقيقة هذا العلم وقُيد في الحد بالأحكام الشرعية