الدليل الرابع (القياس)
الدليل الرابع (القياس)
  وحقيقة القياس هو حمل معلوم على معلوم بإجراء حكمه عليه بجامع أو عكسه وقد جمع هذا الحد أعني الحقيقة جميع أركان القياس فقولنا حمل معلوم هو الفرع على معلوم هو الأصل بإجراء حكم الأصل على الفرع بجامع وهي العلة الجامعة بينهما، فَقَد عرفت من هذا أن أركان القياس أربعة وهي: أصل، وفرع، وحكم، وعلةٌ والعكس حمل ضد حكمه بضد علته.
  هذا وهو دليل شرعي بإجماع الأمة أولهم الصحابة ثم من بعدهم وقد نص عليه في القرآن كقوله تعالى {كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[الأنعام: ٩٤] وقوله تعالى: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ٢}[الحشر] وقول تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ٢١}[الحشر] وقوله ÷ في خبر الخثعمية «أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته» وغير ذلك وإنما المقصود الإشارة وكخبر معاذ حين بعثه إلى اليمن حتى قال (اقيس الأمر بالأمر) فقرره ÷، وقد شرع الله القياس لسابق علمه أن الأمة قد