مقدمة:

  الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي جعل العلم نوراً يهتدى به في الظلمات وجعل أهله قادة يعتمد عليهم عند نزول المشكلات وتفريج العوامل المبهمات والصلاة والسلام على نبينا العظيم والسراج المنير سيد المرسلين وخاتم النبيين وعلى آله الطاهرين من يومنا إلى يوم الدين.

  وبعد فإن فنون العلم كثيرة ولكل واحد منها فضل ويتمايز بقدر موضوعة وغايته، ولا شك أن أفضل العلم بعد معرفة الله هو معرفة كتاب الله وسنة رسوله ÷ اللذين هما أشرف منقول وأعظم معمول وأفود مأمول كيف وهما مرجع الأمة المحمدية وبهما معرفة الشرائع الإلهية والأحكام النبوية، ومنهما يؤخذ أدلة الأحكام ومعرفة الحلال والحرام ومنهما منبع أصول الفقه وفروعه.

  هذا وفنون العلم كلها خدمة لهما وتبيين قواعدهما ومعرفة ألفاظهما ومعانيهما، والذي له المزيه العظمى على سائر فنون العلم هو معرفة قواعد أصول الفقه الذي موضوعة معرفة الأدلة وما يتعلق بها من العوارض الذاتية وغيرها.