[آية المباهلة]
[آية المباهلة]
  وأما آية المباهلة ففيها دلالة على أنهم أخصُّ الناس به، وأحبهم إليه؛ لأن المقام مقام تحدٍّ، فهو يريد أن يبين أنه على يقين من أمره واطمئنان؛ لأنه لا يعرض نفسه، وأحبَّ الخلق إليه، للفناء والهلاك إلا وهو على يقينٍ من أمره.
  وفيها تأييد لآية التطهير، وهو أنما المراد بالمطهرين هؤلاء المذكورون، وحديث الكساء حصرهم في ثوبه، وحصرهم بالقول بتقديم الخبر وهو: «هؤلاء»، على المبتدأ، وهو «أهل بيتي»، فقد بيَّنَ حصرَهم بالقول والفعل.
  وأما آية المباهلة فلم يدع غيرهم، وفيها فوائد أخرى:
  منها: إثبات بنوة الحسنين لرسول الله ÷، وأن نفس عليٍّ نفسَه؛ لأنه لم يدعُ نفسه، وإنما دعا عليًّا.
  ومنها: أنه يجوز استعمال لفظ الجمع للمثنى، والمفرد؛ حيث قال: {أَبْنَاءنَا} ولم يدعُ إلا الحسنين، و {وَنِسَاءنَا} ولم يدعُ إلا فاطمة؛ ففيها ردٌّ على من يريد التشكيك في قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}[المائدة ٥٥]، ويقول: لا يمكن أن يراد بها علي؛ لأنها بلفظ الجمع، وقد يُردُّ عليه بقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر ٩] فعبَّرَ عن نفسه بلفظ الجمع، ونظائره كثيرة.