الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[لن يفترقا حتى يردا علي الحوض]

صفحة 26 - الجزء 1

  بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[آل عمران ١١٠]، فجعلهم خير أمة؛ لأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، ولم نجد مثل هذه الذرية تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، من زمان علي بن أبي طالب وزيد بن علي إلى زماننا هذا.

  ولقول الله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} إلى أن قال: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}⁣[النساء ٩٥].

  ولم نجد مثل هذه الذرية الطاهرة، وأتْباعهم - رضوان الله عليهم - مثابرين على الجهاد إلى يومنا هذا إذا وجدوا لهم أنصارًا؛ أولهم علي، وآخرهم المهدي $.

  ولقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}⁣[الزمر ٩]، ولم نجد مثل هذه الذرية من ذراري المهاجرين والأنصار، لا ذرية أبي بكر، ولا عمر، ولا عمار، ولا أبي ذر، ولا أنس، ولا سعد بن عبادة، ولا غيرهم.

  أما هذه الذرية فلا زال العلم في بيوتهم وأعقابهم إلى زماننا هذا (١٤١٥ هـ)، ولهم فيه اليد الطولى، والمؤلفات الواسعة، ويمتازون على غيرهم أنهم يذكرون في كتبهم مذاهب الفرق وحججها والجوابات عليها، ومذهبهم وحجتهم، ويجعلون للطالب حرية النقاش والاستشكالات.

  ولأنهم يتصفون بالصفات الحسنة: من الزهد، والورع،