قيمة الكلمة
  بعمل البيت كصناعة الطعام وما يلحق بذلك، وكلَّف زوجها علياً صلى الله عليه وآله بما هو خارج البيت، وتماماً كما هو الحال اليوم في بلادنا، فإن الرجل يزرع ويحصد ويبيع ويشتري ويشتغل؛ ليعود بفوائد عمله على أهله، والمرأة تصنع الطعام والشراب وتنظف و ... إلخ.
  وقد أوجب الله في القرآن على الزوج أن يقوم بحاجة زوجته على قدر حاله من الغنى والفقر، فقال تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ٧}[الطلاق].
  فإذا كان الزوج فقيراً فلتقبل الزوجة منه الميسورَ وترضى منه بالقليلِ، وعليها أن تُظْهِرَ الرضا والسرورَ والقناعةَ بما يعطيها، ولا ينبغي لها ولا يجوز أن تجمع عليه مع هَمِّ الفقرِ هموماً أخرى، كأن تُعَيِّرَهُ بفقرهِ وقِلَّةِ ذات يدِه، وتستخفَّ بحالتهِ وتستهزئَ بنفقته وتتهمَهُ بالعجزِ، وعدمِ البصيرةِ في طلب الرزق، وأنه لو كان له همةٌ وبصرٌ وبصيرةٌ مثل فلانٍ وفلانٍ لحصل له من الغنى مثل ما حصل لهم.
  فالمرأة التي تكون كذلك زوجةٌ مشؤومةٌ وغيرُ صالحةٍ لا قيمةَ لها عند الله تعالى ولا عند الناس؛ لأنها لم ترض بقضاء الله تعالى وقسمته، ولم تصبر على بلائه؛ فإن الله سبحانه هو الذي قسم الأرزاق،