المرأة في بيت زوجها
  وجعل قسمَ زوجِها قليلاً، وفي الحديث القدسي: «مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَائِيْ وَيَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي فَلْيَتَّخِذْ ربَّاً سِوَاي».
  ومع ذلك تسلطت على زوجها بالأذى المتواصل الذي تضاعف به عصيانها واكتسبت به إثماً مع إثم واستحقت به عذاباً فوق عذاب، وسخطاً فوق سخط، وإذا سمع الناس بمثل هذه المرأة مَقَتُوْهَا وَذمُّوْهَا؛ لإساءتها إلى زوجها وتحطيمِ حياته وكَسْرِ همَّتِهِ وتضييعِ معنويتِهِ، ولأنها لسوءِ فعلها بزوجها امرأةٌ حمقاء غيرُ صالحةٍ.
  هذا هو رأي الناس في مثل هذه المرأة، ويرون أن الزوجة الصالحة هي التي تصبر على فقر زوجها وتعينه على تدبير أمر معيشته، وتشجعه على تجاوز ما هو فيه، وتفتح له أبواب الأمل، وتسهل عليه ما هو فيه من العسر والفقر، وتهون عليه ما هو فيه من الشدة، وتظهر له الفرح والرضا والسرور، وتحاول أن تبعد عنه ما هو فيه من الهموم بحسن التبعل والتدلل، وهكذا تكون الزوجة الصالحة.
  وبعدُ، فلن يُخَيِّبَ اللهُ أملَ الزوجةِ الصالحة الصابرةِ فقد قال تعالى في مثل ذلك: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ٧}[الطلاق: ٧]، فوعد تعالى بالغنى بعد الفقر، وقال سبحانه: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٥ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٦}[الشرح] وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق].