إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في بيان أن القرءان في أعلى طبقات الفصاحة

صفحة 228 - الجزء 1

  إلى قوله: {وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ ١٤}⁣[الرعد]، وتأمل عامة هذه السورة وما في آياتها من حسن التصرف، وضرب الأمثال.

  وتأمل قول الله ø: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء}⁣[النساء: ١]، ثم تأمل آية المواريث، فإن معناها معنى فقهي.

  فانظر هل تجد ما يقارب ذلك في شيء من ألفاظ الفقهاء؟ وإذا أردت ذلك فتأمل أقاصيص القرءان وأحكامه، لترى من ذلك ما يبهر عقلك، ويكشف لك أنه كلام مرتفع عن كلام البشر أجمع، وعلى هذا تجد ما يتضمن الوعد والوعيد، وأدلة العدل والتوحيد.

  وإذا تأملت ذلك، فتأمل أشعار العرب من جاهلي، أو مخضرمي، أو إسلامي، وتأمل أشعار المحدثين، وتأمل الخطب المحفوظة عن النبي ÷، وعن أمير المؤمنين #، وسائر الصحابة، ومن بعدهم أو قبلهم من الفصحاء، تجد القرءان مبايناً لها،