إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في ذكر ما في القرءان من الإخبار عن الغيوب

صفحة 254 - الجزء 1

  الأخبار لغيره، على وجه لا يمكن التمويه، لأن ذلك لو كان على ما قلتم، لكان شبهة لا يمكن حلها، وكل شبهة لا يمكن حلها يجب على الله ø المنع منها.

  على أن هذا السؤال لا بد من أن يتضمن الاقرار بالنبوات والمعجزات.

  ويمكن أن يسأل في كل معجز وما يجري هذا المجرى، بأن يقال: يجوز أن يكون عيسى صلى الله عليه ظفر ببعض الخواص التي يحيي بها الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص، وأن يكون موسى صلى الله عليه ظفر ببعض منها، يقلب بها العصا حية، ويفلق البحر، وليس الجواب عن ذلك إلا ما قلناه، من أن ذلك - لو كان - شبهة لا يمكن حلها، ويجب على القديم تعالى المنع منها. فكذلك جواب هذا السؤال، إذا سألنا عنه. وهذا الكلام أيضا مما تقدم بيانه في كتابنا هذا.