إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

ذكر ما قيل في أمره ÷ على سبيل التأكيد

صفحة 303 - الجزء 1

  لعنه الله، وغيرهما. فقد حكي على كل، ولكل منهم أمور منكرة من ذلك.

  ثم اختص ÷ مع ذلك بالصبر في مواطن الجزع، على وجه لم يسمع بمثله لغيره، فقد جرى عليه في أول مبعثه ÷ ما لا يخفى على حامل أثر، ولا ناقد خبر، من الأذى ما يطول ذكره.

  ثم جرى على عمه حمزة بن عبد المطلب رحمة الله عليه بمرأى منه ومسمع. وجرى عليه ÷ في نفسه يوم أحد من الكفار ما جرى. وجرى عليه من المنافقين قبل ذلك وبعده، ما هو مشهور عند أهل الآثار. ومع ما كان يقاسيه من الضر والجوع، ويقاسي معه أهل عنايته وهو في أثناء نكد الأحوال، لم ينفد صبره ساعة من حياة، ولم يظهر لأحد ضيق صدره، ولا جزع لشيء من ذلك.

  ثم كان ÷ من الوفاء، بحيث لم يَدَّعِ عليه عدو مكاشح، ولا منابذ مكافح، خلاف ذلك، لظهور الأمر فيه، ثم انضم إلى ذلك الزهد الخشن، الذي لم يُرتَبْ فيه، فإنه ÷ ملك العرب، وأقصى اليمن إلى أقصى الحجاز، وإلى عمان، ثم توفي ÷، ولم ينقل أنه ترك عينا ولا وَرِقا.

  ولا كان بنى دارا، ولا شق نهرا، ولا استبقى عينا.