إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

ذكر ما قيل في أمره ÷ على سبيل التأكيد

صفحة 316 - الجزء 1

  يعاديها معادٍ إلا قصمه الله وأهلكه، حتى يجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العلياء.

  فتأمل - رحمك الله - بعد النطق في الأدلة التي ذكرناها، والآيات التي بيَّناها، هذه المحاسن التي اختص بها رسول الله ÷ في نفسه أولا. ثم ما اختصت بها ذريته $ ثانيا، ثم ما اختص بها أصحابه، ثم ما اختصت بها دعوته ثالثا. لتعلم أنه رسول مرسل، ونبي مبتعث ÷، وأي عاقل يتأمل هذه المحاسن التي ذكرنا اليسير منها من جملة الكثير، فيُخيِّل إليه الشيطان أنها أجمع حصلت على سبيل الاتفاق، مع أن مثلها لم يحصل لبشر إلا خذله الله وأضله، لعدوله عن طلب الرشد والهدى، واتباعه الغي والهوى.

  وهل يكون في نقض العادة، أبلغ من أن يختص بشر بما لم يختص به أحد قبله ولا بعده؟!

  تم الكتاب والحمد لله رب الأرباب، العزيز الغلاب، {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ٨}⁣[آل عمران].