ذكر ما قيل في أمره ÷ على سبيل التأكيد
  يكاد يجري معه شوطا أو شوطين، إلا أن يكون استعان على علمه بشيء من كلام متكلمي الاسلام.
  ثم الفقهاء الذين أصَّلوا أصول الفقه وفروعه، دققوا وأتقنوا، وبلغوا من ذلك المبلغ الذي لا تخفى مرتبته على أحد من العلماء، وليس لغير أهل الكتاب شيء منها. فإنهم صنفان: يهود، ونصارى.
  أما النصارى فليس لهم من الحلال والحرام، إلا اليسير الذي لا يؤبه له. فإنهم يعولون في حوادثهم على أحكام التوراة.
  وأما اليهود مع كثرة التوراة، فليس لهم من الفقه إلا ما يكاد يبلغ عُشْرَ عُشر ما للمسلمين.
  ثم القراء من المسلمين ضبطوا أصول القراءات ووجوهها، ضبطا لا يحكى أقله عن أحد من أهل الكتاب، ثم النُّحاة منهم ضبطوا الإعراب، وفرعوا وأصلوا، كما ترى. وليس ذلك إلى هذا الحين لشيء من الأمم.
  ثم تأمل نقل أصحاب الحديث وضبطهم له، واختصاصهم منه بما لم يختص به أحد من الأمم.
  ومن ذلك استمرار دعواه، وظهور شريعته ÷، وتطبيقهم شرق الأرض وغربها، لا تزيدهم الأيام إلا قوة وبقاء، ولا تكسبهم مر الأعوام إلا هدوءاً وثباتاً، بل لا يحاول تضعيف شيء منها محاول إلا عاد مغلولا، ولا غالَبَها مغالب إلا عاد مغلوبا، ولا