الكلام في أن التحدي قد وقع
  حيث يقول: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ ٣٣ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ٣٤}[الطور].
  وروي أن سعد بن معاذ قرئ عليه القرءان، وأسلم.
  وكذلك: أسيد بن حضير.
  فإن قيل: تلاوة آية التحدي لا تكون تحديا، وإنما التحدي أن يبتدئ مخاطبتهم بالتحدي؟!
  قيل له: لا فرق بين الأمرين في حصول التحدي، بل إذا قرأ عليهم آية التحدي، وعرَّفهم أنها من عند الله تعالى، ربما كان أبلغ في التحدي، على أن آية التحدي في أوائلها الأمر بالتحدي، لأنه تعالى يقول: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ}، ولا يجوز أن يُظهر ÷ أن الله تعالى أمره أن يقول قولا، إلا ويعرف منه أنه قال ذلك، أو ما ينوب منابه. يدل ذلك على أنه لا بد من أن يكون تحديا ابتداء في المخاطبة، أو تلاوة تنوب مناب ابتداء المخاطبة.