الكلام في أن معارضة القرءان لم تقع
الكلام في أن معارضة القرءان لم تقع
  فإن قيل: فما الدليل على أن رسول الله ÷ لما تحداهم بالقرءان لم يعارضه أقوام ولم يأتوا بمثله؟!
  قيل له: الدليل على ذلك أنه لو كان لنُقِلَ، ولو نُقِلَ لوقع العلم.
  فلما لم يقع العلم به، علمنا أنه لم ينقل. وإذا ثبت أنه لم ينقل، ثبت أنه لم يكن.
  فإن قيل: فلِم ادعيتم أنه إذا لم ينقل لم يجب القطع على أنه لم يكن؟
  قيل له: لأنا بمثل هذه الطريقة نعلم أنه لم تجر بين رسول الله ÷ وبين قريش من مبعثه ÷ إلى يوم بدر وقعة مثل وقعة بدر، وأنه لم يكن بين وقعة بدر ووقعة أُحد مثل وقعة أُحد. وأن الأحزاب لم يجتمعوا على باب المدينة إلا مرة واحدة، وأنه لم تجر بين أبي حنيفة وابن أبي ليلى ومالك نقائض في الشعر، مثل ما جرى بين الفرزدق وجرير، والأخطل والبعيث. وأن جعفر بن محمد # لم يقع منه خروج مثل خروج زيد بن علي @، وأن زيدا بن علي لم يكن له خروج بخراسان، وأن أبا يوسف ومحمدا لم يصنفا في النحو مثل كتاب سيبويه. وأنه لم يظهر عنهما من الطب مثلما ظهر عن جالينوس، إلى نظائر ما ذكرنا، أكثر من أن تعد وتحصى.