القول في الوصل والفصل
  وقول الشاعر: [أبو صخر الهذلي]
  وإنّي لتعروني لذكراك هزّة ... كما انتقض العصفور بلّله القطر(١)
  وقوله:
  أتيناكم قد عمّكم حذر العدا ... فنلتم بنا أمنا، ولم تعدموا نصرا(٢)
  وقوله: [حندج بن حندج]
  متى أرى الصّبح قد لاحت مخايله ... والليل قد مزّقت عنه السّرابيل(٣)
  وكقوله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}[آل عمران: الآية ١٧٤]، وقوله: {وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً}[الأحزاب: الآية ٢٥]، وقول امرئ القيس:
  فأدرك لم يجهد ولم يئن شأوه(٤)
  وقول زهير: [بن أبي سلمى]
  كأنّ فتات العهن في كل منهل ... نزلن به حبّ القنا لم يحطّم(٥)
  والسبب في أن جاز الأمران فيه إذا كان مثبتا؛ دلالته على حصول صفة غير ثابتة، لكونه فعلا، وعدم دلالته على المقارنة لكونه ماضيا؛ ولهذا اشترط أن يكون مع «قد» ظاهرة أو مقدّرة، حتى تقرّبه إلى الحال؛ فيصح وقوعه حالا.
(١) البيت من الطويل، وهو لأبي صخر الهذلي في الأغاني ٥/ ١٦٩، ١٧٠، والإنصاف ١/ ٢٥٣، وخزانة الأدب ٣/ ٢٥٤، والدرر ٣/ ٧٩، وشرح أشعار الهذليين ٢/ ٩٥٧، وشرح التصريح ١/ ٣٣٦، ولسان العرب (رمث)، والمقاصد النحوية ٣/ ٦٧، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧/ ٢٩، وأمالي ابن الحاجب ٢/ ٦٤٦، ٦٤٨، وأوضح المسالك ٢/ ٢٢٧، وشرح الأشموني ١/ ٢١٦، وشرح شذور الذهب ص ٢٩٨، وشرح ابن عقيل ص ٣٦١، وشرح قطر الندى ص ٢٢٨، وشرح المفصل ٢/ ٦٧، والمقرب ١/ ١٦٢، وهمع الهوامع ١/ ١٩٤.
(٢) البيت من الطويل، ولم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.
(٣) البيت من البسيط، وهو لحندج بن حندج المرّي في الدرر ٦/ ٢٦٦، وتاج العروس (صول).
(٤) عجز البيت:
يمرّ كخذروف الوليد المثقّب
والبيت من الطويل، وهو لامرئ القيس في ديوانه ص ٥١، وبلا نسبة في شرح شذور الذهب ص ٢٠٢.
(٥) البيت من الطويل، وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ١٢، ولسان العرب (فتت)، (فني)، والمقاصد النحوية ٣/ ١٩٤، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ٢٥٩.