الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

القول في الوصل والفصل

صفحة 136 - الجزء 1

  ولو لا جنان الليل ما آب عامر ... إلى جعفر، سرباله لم يمزّق⁣(⁣١)

  وقول الآخر:

  ما بال عينك دمعها لا يرقأ؟!(⁣٢)

  وقول الآخر: [طرفة بن العبد]

  ثمّ راحوا، عبق المسك بهم⁣(⁣٣)

  وأما الثاني فلعدم دلالة الاسمية على عدم الثبوت، مع ظهور الاستئناف فيها؛ لاستقلالها بالفائدة، فتحسن زيادة رابط، ليتأكد الربط.

  وقال الشيخ عبد القاهر: إن كان المبتدأ ضمير ذي الحال؛ وجب الواو، كقولك: جاء زيد وهو يسرع، أو وهو مسرع، ولعل السبب فيه أن أصل الفائدة كان يصل بدون هذا الضمير، بأن يقال: جاءني زيد يسرع، أو مسرعا؛ فالإتيان به يشعر بقصد الاستئناف المنافي للاتصال؛ فلا يصلح لأن يستقل بإفادة الربط؛ فتجب الواو.

  وقال أيضا: إن جعل نحو «على كتفه سيف» - بتقديم الظرف - حالا عن شيء، كما في قولنا: «جاء زيد على كتفه سيف» كثر فيها أن تجيء بغير واو، كقول بشار: [بن برد]


= العوامل في النحو، كتاب التتبع لكلام أبي علي الجبائي في التفسير، كتاب الترجمة، كتاب المقصور والممدود، المسائل البصرية، المسائل البغداديات، المسائل الحلبيات، المسائل الدمشقية، المسائل الشيرازيات، المسائل العسكرية، المسائل القصريات، المسائل الكرمانية، المسائل المشكلة، المسائل المصلحة، المسائل المنثورة، وغير ذلك. (كشف الظنون ٥/ ٢٧٢).

(١) البيت من الطويل، وهو لسلامة بن جندل في ديوانه ص ١٧٦، والأصمعيات ص ١٣٥، ولسان العرب (جنن)، والمقاصد النحوية ٣/ ٢١٠، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧/ ٢٢، وشرح الأشموني ١/ ٢٥٨.

(٢) عجز البيت:

وحشاك من خفقانه لا يهدأ

والبيت من الكامل، وهو بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص ٤٥٧.

(٣) عجز البيت:

يلحفون الأرض هدّاب الأزر

والبيت من الرمل، وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٥٥، وجمهرة اللغة ص ٥٥٥، ولسان العرب (لحف)، (عبق)، والمقاصد النحوية ٣/ ٢٠٨، وتاج العروس (لحف)، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ٢٥٨، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٥٦.