الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

القسم الثالث علم البديع

صفحة 255 - الجزء 1

القسم الثالث علم البديع

  وهو: علم يعرف به وجوه تحسين الكلام، بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال ووضوح الدلالة.

  وهذه الوجوه ضربان: ضرب يرجع إلى المعنى، وضرب يرجع إلى اللفظ.

  أما المعنوي فمنه المطابقة، وتسمى الطّباق، والتضادّ أيضا، وهي: الجمع بين المتضادين، أي معنيين متقابلين في الجملة.

  ويكون ذلك إما بلفظين من نوع واحد:

  اسمين، كقوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ}⁣[الكهف: الآية ١٨].

  أو فعلين، كقوله تعالى: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ}⁣[آل عمران: الآية ٢٦].

  وقول النبي ÷ للأنصار: «إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلّون عند الطمع»⁣(⁣١)، وقول أبي صخر الهذلي:

  أما والذي أبكى وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمره الأمر⁣(⁣٢)

  وقول بشار:

  إذا أيقظتك حروب العدى ... فنبّه لها عمرا ثمّ نم⁣(⁣٣)


(١) ذكره ابن الأثير الجزري في النهاية في غريب الحديث ٣/ ١٩٩.

(٢) البيت من الطويل، وهو لأبي صخر الهذلي في الأغاني ٢٣/ ٢٨١، والدرر ٥/ ١١٨، وشرح أشعار الهذليين ٢/ ٩٥٧، وشرح شواهد المغني ١/ ٦٩، والشعر والشعراء ٢/ ٥٦٧، ولسان العرب (رمت)، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٧٠، وجواهر الأدب ص ٣٣٦، ورصف المباني ص ٩٧، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٧٣٠، وشرح المفصل ٨/ ١١٤، ومغني اللبيب ١/ ٥٤، وهمع الهوامع ٢/ ٧٠.

(٣) البيت من المتقارب، وهو في ديوان بشار بن برد ص ٢١٧ (طبعة دار الثقافة).