الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها
  إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كان يعقل(١)
  ويركب حدّ السيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل
  فقال له معاوية: لقد شعرت بعدي يا أبا بكر، ولم يفارق عبد الله المجلس حتى دخل معن بن أوس المزني، فأنشد كلمته التي أولها:
  لعمرك ما أدري، وإني لأوجل ... على أيّنا تعدو المنيّة أوّل(٢)
  حتى أتى عليها، وفيها أنشده عبد الله، فأقبل معاوية على عبد الله، وقال له: ألم تخبرني أنهما لك؟ فقال: المعنى لي، واللفظ له، وبعد فهو أخي من الرضاعة، وأنا أحق بشعره.
  وقد روي لأوس ولزهير في قصيدتهما هذا البيت:
  إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا ... أصبت حليما، أو أصابك جاهل(٣)
  وقد روي للأبيرد اليربوعي:
  فتى يشتري حسن الثّناء بماله ... إذا السّنة الشّهباء أعوزها القطر(٤)
  ولأبي نواس:
  فتى يشتري حسن الثناء بماله ... ويعلم أن الدائرات تدور(٥)
  وقد روي لبعض المتقدمين يمدح معبدا:
  أجاد طويس والسّريجيّ بعده ... وما قصبات السّبق إلّا لمعبد(٦)
  ولأبي تمام:
  محاسن أصناف المغنّين جمّة ... وما قصبات السّبق إلا لمعبد(٧)
  وحكى صاحب الأغاني في أصوات معبد:
(١) البيتان من الطويل، وهما في الإشارات والتنبيهات ص ٢٧٨.
(٢) البيت من الطويل، وهو لمعن بن أوس في ديوانه ص ٣٩، وخزانة الأدب ٨/ ٢٤٤، وشرح التصريح ٢/ ٥١، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١١٢٦، ولسان العرب (كبر)، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٩٣.
(٣) البيت من الطويل، وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ٣٠٠، والمخصص ١٥/ ١٦١.
(٤) البيت من الطويل، وهو في الإشارات والتنبيهات ص ٢٧٩.
(٥) البيت من الطويل، وهو في ديوان أبي نواس ص ١٨٦.
(٦) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في الإشارات والتنبيهات ص ٢٧٩.
(٧) البيت من الطويل، وهو في ديوان أبي تمام ٢/ ٢٩.