الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها
  لهفي على فتية ذلّ الزمان لهم ... فما يصيبهم إلّا بما شاؤوا(١)
  وفي شعر أبي نواس:
  دارت على فتية ذلّ الزمان لهم ... فما يصيبهم إلا بما شاؤوا!(٢)
  وفي هذا المعنى ما كان التغيير فيه بإبدال كلمة أو أكثر بما يرادفها، كقول امرئ القيس:
  وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم ... يقولون: لا تهلك أسى وتجمّل(٣)
  وقول طرفة:
  وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم ... يقولون: لا تهلك أسى وتجلّد(٤)
  وكقول العباس بن عبد المطلب ¥:
  وما الناس بالناس الذين عهدتهم ... ولا الدار بالدار التي كنت تعلم(٥)
  وقول الفرزدق:
  وما الناس بالناس الذين عهدتهم ... ولا الدار بالدار التي كنت تعرف(٦)
  وكقول حاتم:
  ومن يبتدع ما ليس من خيم نفسه ... يدعه، ويغلبه على النفس خيمها(٧)
  وقول الأعور:
  ومن يقترف خلقا سوى خلق نفسه ... يدعه، ويغلبه على النفس خيمها(٨)
  وإن كان مع تغيير لنظمه، أو كان المأخوذ بعض اللفظ سمّي إغارة ومسخا.
  ١ - فإن كان الثاني أبلغ من الأول لاختصاصه بفضيلة - كحسن السّبك، أو الاختصار، أو الإيضاح، أو زيادة معنى - فهو ممدوح مقبول، كقول بشّار:
(١) البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في الإشارات والتنبيهات ص ٢٨٠.
(٢) البيت من البسيط، وهو في ديوان أبي نواس ص ٨١.
(٣) البيت من الطويل، وهو في ديوان امرئ القيس ص ٩، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٢٦٨.
(٤) البيت من الطويل، وهو في ديوان طرفة بن العبد ص ٣٢.
(٥) البيت من الطويل، ولم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.
(٦) البيت من الطويل، وهو في ديوان الفرزدق ٢/ ٣٢.
(٧) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في لسان العرب (خيم)، وتاج العروس (خيم).
(٨) البيت من الطويل، ولم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.