الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها

صفحة 304 - الجزء 1

  لهفي على فتية ذلّ الزمان لهم ... فما يصيبهم إلّا بما شاؤوا⁣(⁣١)

  وفي شعر أبي نواس:

  دارت على فتية ذلّ الزمان لهم ... فما يصيبهم إلا بما شاؤوا!⁣(⁣٢)

  وفي هذا المعنى ما كان التغيير فيه بإبدال كلمة أو أكثر بما يرادفها، كقول امرئ القيس:

  وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم ... يقولون: لا تهلك أسى وتجمّل⁣(⁣٣)

  وقول طرفة:

  وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم ... يقولون: لا تهلك أسى وتجلّد⁣(⁣٤)

  وكقول العباس بن عبد المطلب ¥:

  وما الناس بالناس الذين عهدتهم ... ولا الدار بالدار التي كنت تعلم⁣(⁣٥)

  وقول الفرزدق:

  وما الناس بالناس الذين عهدتهم ... ولا الدار بالدار التي كنت تعرف⁣(⁣٦)

  وكقول حاتم:

  ومن يبتدع ما ليس من خيم نفسه ... يدعه، ويغلبه على النفس خيمها⁣(⁣٧)

  وقول الأعور:

  ومن يقترف خلقا سوى خلق نفسه ... يدعه، ويغلبه على النفس خيمها⁣(⁣٨)

  وإن كان مع تغيير لنظمه، أو كان المأخوذ بعض اللفظ سمّي إغارة ومسخا.

  ١ - فإن كان الثاني أبلغ من الأول لاختصاصه بفضيلة - كحسن السّبك، أو الاختصار، أو الإيضاح، أو زيادة معنى - فهو ممدوح مقبول، كقول بشّار:


(١) البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في الإشارات والتنبيهات ص ٢٨٠.

(٢) البيت من البسيط، وهو في ديوان أبي نواس ص ٨١.

(٣) البيت من الطويل، وهو في ديوان امرئ القيس ص ٩، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٢٦٨.

(٤) البيت من الطويل، وهو في ديوان طرفة بن العبد ص ٣٢.

(٥) البيت من الطويل، ولم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.

(٦) البيت من الطويل، وهو في ديوان الفرزدق ٢/ ٣٢.

(٧) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في لسان العرب (خيم)، وتاج العروس (خيم).

(٨) البيت من الطويل، ولم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.