الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها
  وما ترك المدّاح فيك مقالة ... ولا قال إلّا دون ما فيك قائل(١)
  فإن بيت الخنساء أحسن من بيت أشجع؛ ولما في مصراعه الثاني من التعقيد؛ إذ تقديره: ولا قال قائل إلا دون ما فيك.
  وثالثها: كقول الأعرابي:
  ولم يك أكثر الفتيان مالا ... ولكن كان أرحبهم ذراعا(٢)
  وقول أشجع: [السلمي]
  وليس بأوسعهم في الغنى ... ولكنّ معروفه أوسع(٣)
  وكذا قول بكر بن النطّاح:
  كأنك عند الكرّ في حومة الوغى ... تفرّ من الصّفّ الذي من ورائكا(٤)
  وقول أبي الطيب:
  فكأنه والطّعن من قدّامه ... متخوّف من خلفه أن يطعنا(٥)
  وكذا قول الآخر يذكر ابنا له مات: [محمد بن عبد الله الضبي]
  والصبر يحمد في الموطن كلّها ... إلّا عليك؛ فإنه مذموم(٦)
  وقول أبي تمام بعده:
  وقد كان يدعى لابس الصّبر حازم ... فأصبح يدعى حازما حين يجزع(٧)
  وأما غير الظاهر فمنه: أن يتشابه معنى الأول ومعنى الثاني، كقول الطّرماح بن حكيم الطائي:
  لقد زادني حبّا لنفسي أنّني ... بغيض إلى كلّ امرئ غير طائل(٨)
(١) البيت من الطويل، وهو في الإشارات والتنبيهات ص ٢٨٤.
(٢) البيت من الوافر، وهو بلا نسبة في لسان العرب (سوم)، والإشارات والتنبيهات ص ٢٨٤.
(٣) البيت من المتقارب، وهو في الإشارات والتنبيهات ص ٢٨٤.
(٤) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.
(٥) البيت من الكامل، وهو في ديوان المتنبي ١/ ١٩٥.
(٦) البيت لم أجده في المصادر والمراجع التي بين يدي.
(٧) البيت من الطويل، وهو في ديوان أبي تمام ٢/ ٢٧٨.
(٨) البيت من الطويل، وهو في الإشارات والتنبيهات ص ٢٨٤.