الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها

صفحة 318 - الجزء 1

  ولا يضر التغيير اليسير ليدخل في معنى الكلام، كقول بعض المتأخرين في يهودي به داء الثعلب:

  أقول لمعشر غلطوا وغصّوا ... عن الشّيخ الرّشيد وأنكروه⁣(⁣١)

  هو ابن جلا وطلّاع الثّنايا ... متى يضع العمامة تعرفوه

  البيت لسحيم بن وثيل، وأصله:

  أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني⁣(⁣٢)

  وربما سمّي تضمين البيت فما زاد استعانة، وتضمين المصراع فما دونه تارة إيداعا وتارة رفوا.

  وأما العقد فهو: أن ينظم نثر لا على طريق الاقتباس:

  ١ - أما عقد القرآن فكقول الشاعر: [الحسين بن حسن الدمشقي]

  أنلني بالذي استقرضت خطّا ... وأشهد معشرا قد شاهدوه⁣(⁣٣)

  فإن الله خلّاق البرايا ... عنت لجلال هيبته الوجوه

  يقول إذا تداينتم بدين ... إلى أجل مسمّى فاكتبوه⁣(⁣٤)

  ٢ - وأما عقد الحديث فكما روي للشافعي ¥:

  عمدة الخير عندنا كلمات ... أربع قالهنّ خير البريّه⁣(⁣٥)

  اتق المشبهات، وازهد، ودع ما ... ليس يعنيك، واعملنّ بنيّه

  عقد قوله #: «الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات»⁣(⁣٦)، وقوله #: «ازهد في الدنيا يحبّك الله» وقوله #: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، وقوله #: «إنما الأعمال بالنيات».

  وأما عقد غيرهما فكقول أبي العتاهية:


(١) البيتان من الوافر، وهما في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩٠.

(٢) تقدم البيت مع تخريجه.

(٣) الأبيات من الوافر، وهي في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩١.

(٤) انظر الآية ٢٨٢ من سورة البقرة.

(٥) البيتان للشافعي في عقود الجمان ٢/ ١٩١.

(٦) أخرجه البخاري في الإيمان باب ٣٩، والبيوع باب ٢، ومسلم في المساقاة حديث ١٠٧، ١٠٨.