الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها
  ولا يضر التغيير اليسير ليدخل في معنى الكلام، كقول بعض المتأخرين في يهودي به داء الثعلب:
  أقول لمعشر غلطوا وغصّوا ... عن الشّيخ الرّشيد وأنكروه(١)
  هو ابن جلا وطلّاع الثّنايا ... متى يضع العمامة تعرفوه
  البيت لسحيم بن وثيل، وأصله:
  أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني(٢)
  وربما سمّي تضمين البيت فما زاد استعانة، وتضمين المصراع فما دونه تارة إيداعا وتارة رفوا.
  وأما العقد فهو: أن ينظم نثر لا على طريق الاقتباس:
  ١ - أما عقد القرآن فكقول الشاعر: [الحسين بن حسن الدمشقي]
  أنلني بالذي استقرضت خطّا ... وأشهد معشرا قد شاهدوه(٣)
  فإن الله خلّاق البرايا ... عنت لجلال هيبته الوجوه
  يقول إذا تداينتم بدين ... إلى أجل مسمّى فاكتبوه(٤)
  ٢ - وأما عقد الحديث فكما روي للشافعي ¥:
  عمدة الخير عندنا كلمات ... أربع قالهنّ خير البريّه(٥)
  اتق المشبهات، وازهد، ودع ما ... ليس يعنيك، واعملنّ بنيّه
  عقد قوله #: «الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات»(٦)، وقوله #: «ازهد في الدنيا يحبّك الله» وقوله #: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، وقوله #: «إنما الأعمال بالنيات».
  وأما عقد غيرهما فكقول أبي العتاهية:
(١) البيتان من الوافر، وهما في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩٠.
(٢) تقدم البيت مع تخريجه.
(٣) الأبيات من الوافر، وهي في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩١.
(٤) انظر الآية ٢٨٢ من سورة البقرة.
(٥) البيتان للشافعي في عقود الجمان ٢/ ١٩١.
(٦) أخرجه البخاري في الإيمان باب ٣٩، والبيوع باب ٢، ومسلم في المساقاة حديث ١٠٧، ١٠٨.