الإيضاح في علوم البلاغة،

الخطيب القزويني (المتوفى: 739 هـ)

الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها

صفحة 319 - الجزء 1

  ما بال من أوله نطفة ... وجيفة آخره يفخر؟⁣(⁣١)

  عقد قول علي ¥: «وما لابن آدم والفخر، وإنما أوله نطفة، وآخره جيفة».

  وقوله أيضا:

  كفى حزنا بدفنك، ثم إني ... نفضت تراب قبرك عن يديّا⁣(⁣٢)

  وكانت في حياتك لي عظات ... وأنت اليوم أوعظ منك حيّا

  قيل: عقد قول بعض الحكماء في الإسكندر لما مات: «كان الملك أمس أنطق منه اليوم، وهو اليوم أوعظ منه أمس» وقيل: هو قول الموبذ لما مات قباذ الملك.

  وقوله الآخر:

  يا صاحب البغي إن البغي مصرعة ... فاربع؛ فخير فعال المرء أعدله⁣(⁣٣)

  فلو بغى جبل يوما على جبل ... لاندكّ منه أعاليه وأسفله

  عقد قول ابن عباس ®: «لو بغى جبل على جبل لدكّ الباغي».

  وقول الآخر:

  البس جديدك إني لابس خلقي ... ولا جديد لمن لا يلبس الخلقا⁣(⁣٤)

  عقد المثل: «لا جديد لمن لا خلق له» قالته عائشة ^ وقد وهبت مالا كثيرا، ثم أمرت بثوب لها أن يرقع، يضرب في الحثّ على استصلاح المال.

  وأما الحل فهو: أن ينثر نظم.

  وشرط كونه مقبولا شيئان:

  أحدهما: أن يكون سبكه مختارا، لا يتقاصر عن سبك أصله.

  والثاني: أن يكون حسن الموقع، مستقرّا في محلّه، غير قلق، وذلك كقول بعض المغاربة: «فإنه لما قبحت فعلاته، وحنظلت نخلاته؛ لم يزل سوء الظنّ يقتاده، ويصدّق توهّمه الذي يعتاده» حلّ قول أبي الطيب:


(١) البيت من السريع، وهو في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩١.

(٢) البيتان من الطويل، ولم أجدهما.

(٣) البيتان من الطويل، وهما في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩١.

(٤) البيت من البسيط، وهو في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩١.