الفصل الأول القول في السرقات الشعرية وما يتصل بها
  ما بال من أوله نطفة ... وجيفة آخره يفخر؟(١)
  عقد قول علي ¥: «وما لابن آدم والفخر، وإنما أوله نطفة، وآخره جيفة».
  وقوله أيضا:
  كفى حزنا بدفنك، ثم إني ... نفضت تراب قبرك عن يديّا(٢)
  وكانت في حياتك لي عظات ... وأنت اليوم أوعظ منك حيّا
  قيل: عقد قول بعض الحكماء في الإسكندر لما مات: «كان الملك أمس أنطق منه اليوم، وهو اليوم أوعظ منه أمس» وقيل: هو قول الموبذ لما مات قباذ الملك.
  وقوله الآخر:
  يا صاحب البغي إن البغي مصرعة ... فاربع؛ فخير فعال المرء أعدله(٣)
  فلو بغى جبل يوما على جبل ... لاندكّ منه أعاليه وأسفله
  عقد قول ابن عباس ®: «لو بغى جبل على جبل لدكّ الباغي».
  وقول الآخر:
  البس جديدك إني لابس خلقي ... ولا جديد لمن لا يلبس الخلقا(٤)
  عقد المثل: «لا جديد لمن لا خلق له» قالته عائشة ^ وقد وهبت مالا كثيرا، ثم أمرت بثوب لها أن يرقع، يضرب في الحثّ على استصلاح المال.
  وأما الحل فهو: أن ينثر نظم.
  وشرط كونه مقبولا شيئان:
  أحدهما: أن يكون سبكه مختارا، لا يتقاصر عن سبك أصله.
  والثاني: أن يكون حسن الموقع، مستقرّا في محلّه، غير قلق، وذلك كقول بعض المغاربة: «فإنه لما قبحت فعلاته، وحنظلت نخلاته؛ لم يزل سوء الظنّ يقتاده، ويصدّق توهّمه الذي يعتاده» حلّ قول أبي الطيب:
(١) البيت من السريع، وهو في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩١.
(٢) البيتان من الطويل، ولم أجدهما.
(٣) البيتان من الطويل، وهما في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩١.
(٤) البيت من البسيط، وهو في الإشارات والتنبيهات ص ٢٩١.