إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(6) سورة الأنعام

صفحة 287 - الجزء 3

  جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبرها، والجملة معطوفة على الحال، فهي حال بعد حال.

  الفوائد:

  تذكير العدد وتأنيثه:

  إنما ذكّر العدد والمعدود مذكّر لأوجه:

  ١ - إن الإضافة لها تأثير كما تقدم، فاكتسب المذكر من المؤنث التأنيث، فأعطي حكم المؤنث في سقوط التاء من عدده، ولذلك يؤنث فعله في حال إضافته، نحو: «يلتقطه بعض السيارة» وقال قيس:

  وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديار

  ٢ - إن هذا المذكر عبارة عن مؤنث، فروعي المراد منه دون اللفظ، فالمعتبر في التذكير والتأنيث حال الموصوف المنوي لا حالها، والتقدير: فله عشر حسنات أمثالها، ثم حذف الموصوف، وأقيمت صفته مقامه، وترك العدد على حاله.

  ٣ - انه اقترن باللفظ ما يعضد المعنى المراد وهو التأنيث، وعلى هذا يحمل قول عمر بن أبي ربيعة:

  فكان مجني دون من كنت أتّقي ... ثلاث شخوص كاعبان ومعصر

  وكان القياس فيه: ثلاثة شخوص، ولكنه كنّى بالشخوص عن