إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(2) سورة البقرة

صفحة 31 - الجزء 1

  {يَشْعُرُونَ} الشعور: ادراك الشيء من وجه يدقّ ويخفى وهو مشتق من الشعر لدقته، وقيل هو الإدراك بالحاسة فهو مشتقّ من الشعّار وهو ثوب يلي الجسد ومشاعر الإنسان: حواسّه وشعر بالأمر من بابيّ نصر وكرم: علم به وفطن له، ومنه يسمى الشاعر شاعرا لفطنته ودقة معرفته. والتحقيق أنّ الشعور إدراك ما دقّ من حسّيّ وعقليّ.

  {مَرَضٌ}: المرض: مصدر مرض ويطلق في اللغة على الضّعف والفتور وقالوا: المرض في القلب: الفتور عن الحق، وفي البدن فتور الأعضاء، وفي العين فتور النظر وهو جميل يتغنّى به الشعراء قال:

  مرضي من مريضة الأجفان ... علّلاني بذكرها علّلاني

  ويطلق المرض فيراد به الظّلمة قال:

  في ليلة مرضت من كلّ ناحية ... فما يحس بها نجم ولا قمر

  الاعراب:

  {وَمِنَ النَّاسِ} الواو استئنافية والكلام مستأنف مسوق لذكر المنافقين الذين آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوبهم فقد افتتح سبحانه، بذكر المتقين ثم ثنّى بالكافرين ظاهرا وباطنا، وثلّث بالمنافقين، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم {مِنَ} اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخّر ويجوز أن تكون من نكرة موصوفة في محل رفع مبتدأ مؤخر كأنه قيل: ومن الناس ناس وسيأتي بحثها {يَقُولُ} فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر فيه تقديره هو والجملة الفعلية لا محل لها من الاعراب صلة لمن إذا كانت موصولة وصفة لها إذا كانت