إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(31) سورة لقمان

صفحة 529 - الجزء 7

  البلاغة:

  ١ - الاسناد المجازي:

  في قوله تعالى «الكتاب الحكيم» إسناد مجازي ويجوز أن يكون بمعنى ذي الحكمة، وقال الزمخشري: «ويجوز أن يكون الأصل الحكيم قائله فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فبانقلابه مرفوعا بعد الجر استكن في الصفة المشبهة بعد» وهذا من أروع التعليل.

  ٢ - الإيجاز:

  وفي قوله: «للمحسنين» إيجاز بليغ أي الذين يعملون الحسنات وهي لا تحصى ولكنه خص منها هذه الثلاث، ونظير هذا الإيجاز قول أوس بن حجر في مرثاته لفضالة بن كلدة:

  الألمعي الذي يظن بك الظن ... كأن قد رأى وقد سمعا

  حكي عن الأصمعي أنه سئل عن الألمعي فأنشده ولم يزد، وهذه المرثاة من أفضل ما سمع في الرثاء وأولها:

  أيتها النفس أجملي جزعا ... إن الذي تحذرين قد وقعا

  إن الذي جمع السماحة والنجد ... ة والبر والتقى جمعا

  الألمعي الذي يظن إلخ ...

  أودى فلا تنفع الاشاحة من ... أمر لمن يحاول البدعا