إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(37) سورة الصافات

صفحة 246 - الجزء 8

  لاشتراك جميع الألفاظ من حيث هي ألفاظ في درجة الاعتبار فلا بد لتقديم هذا على ذاك من داع يوجبه وهذه الدواعي كثيرة فمنها:

  ١ - التشويق إلى المتأخر إذا كان المتأخر مشعرا بغرابة كقول أبي العلاء:

  والذي حارت البرية فيه ... حيوان مستحدث من جماد

  ٢ - تعجيل المسرة أو المساءة نحو العفو عنك صدر به الأمر أو القصاص حكم به القاضي.

  ٣ - كون المتقدم محط الإنكار والتعجب نحو: أبعد طول التجربة تنخدع؟

  ٤ - النص على عموم السلب أو سلب العموم فالأول يكون بتقديم أداة العموم على أداة النفي نحو: كل ذلك لم يقع أي لم يقع هذا ولا ذاك والثاني يكون بتقديم أداة النفي على أداة العموم نحو: لم يكن كل ذلك أي لم يقع المجموع فيحتمل ثبوت البعض ويحتمل نفي كل فرد.

  ٥ - التخصيص نحو: ما أنا قلت، وإياك نعبد.

  ٦ - ومما يرى عبد القاهر تقديم الاسم فيه كاللازم (مثل) و (غير) في نحو قوله:

  مثلك يثني المزن عن صوبه ... ويسترد الدمع عن غربه