إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(65) سورة الطلاق

صفحة 127 - الجزء 10

  إن عرفتم ذلك فاتقوا الله ويا حرف نداء وأولي الألباب منادى مضاف منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم {الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً} الذين نعت للمنادى أو بدل منه وجملة آمنوا صلة وقد حرف تحقيق وأنزل الله فعل وفاعل وإليكم متعلقان بأنزل وذكرا مفعول به {رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ} في نصب رسولا أوجه تكاد تكون متساوية نوردها لك فيما يلي:

  ١ - منصوب بالمصدر المنوّن قبله وهو ذكرا كما عمل «أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما» وكما قال الشاعر:

  بضرب السيوف رؤوس قوم ... أزلنا هامهنّ عن المقيل

  وإلى هذا الإعراب ذهب الزجّاج والفارسي.

  ٢ - بدل من ذكرا وجعل نفس الذكر مبالغة، وإليه جنح الزمخشري.

  ٣ - بدل من ذكرا على حذف مضاف من الأول تقديره ذا ذكر رسولا.

  ٤ - مفعول به لفعل محذوف أي أرسل رسولا لدلالة ما تقدم عليه.

  ٥ - أن يكون مفعولا به لفعل محذوف على طريقة الإغراء أي اتبعوا والزموا رسولا هذه صفته.

  وجملة يتلو عليكم في محل نصب صفة وعليكم متعلقان بيتلو وآيات الله مفعول به ومبينات حال.

  {لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ} اللام للتعليل ويخرج فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والجار والمجرور متعلقان بيتلو، والذين مفعول به وما بعده صلة ومن الظلمات