(110) سورة النصر
صفحة 607
- الجزء 10
  عقب السورة وذكر التخيير وهو قوله ﷺ في خطبته لما نزلت هذه السورة: إن عبدا خيّره الله تعالى بين الدنيا وبين لقائه فاختار لقاء الله تعالى فقال أبو بكر فدنياك بأنفسنا وأموالنا وآبائنا وأولادنا.
  ثانيها: أنه لما ذكر حصور النصر والفتح ودخول الناس في الدين أفواجا دلّ ذلك على حصول الكمال، والتمام يعقبه الزوال والنقصان كما قيل:
  إذا تمّ أمر بدا نقصه ... توقع زوالا إذا قيل تم
  ثالثها: أنه تعالى أمره بالتسبيح والحمد والاستغفار واشتغاله بذلك يمنعه من اشتغاله بأمر الأمة فكان هذا كالتنبيه على أن أمر التبليغ قد تمّ وكمل وذلك يقتضي إنجاز الأجل إذ لو بقي ﷺ بعد ذلك لكان كالمعزول من الرسالة وذلك غير جائز».