إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(110) سورة النصر

صفحة 607 - الجزء 10

  عقب السورة وذكر التخيير وهو قوله في خطبته لما نزلت هذه السورة: إن عبدا خيّره الله تعالى بين الدنيا وبين لقائه فاختار لقاء الله تعالى فقال أبو بكر فدنياك بأنفسنا وأموالنا وآبائنا وأولادنا.

  ثانيها: أنه لما ذكر حصور النصر والفتح ودخول الناس في الدين أفواجا دلّ ذلك على حصول الكمال، والتمام يعقبه الزوال والنقصان كما قيل:

  إذا تمّ أمر بدا نقصه ... توقع زوالا إذا قيل تم

  ثالثها: أنه تعالى أمره بالتسبيح والحمد والاستغفار واشتغاله بذلك يمنعه من اشتغاله بأمر الأمة فكان هذا كالتنبيه على أن أمر التبليغ قد تمّ وكمل وذلك يقتضي إنجاز الأجل إذ لو بقي بعد ذلك لكان كالمعزول من الرسالة وذلك غير جائز».