١٦ - عَن حبة العرني⁣^(⁣١)، قَالَ: كُنَّا مَعَ أَمِيرِ المُؤمنين عَلي بن أبي طَالب # أنَا وَالأَصْبَغُ بن نَبَاتَة⁣^(⁣٢) بِالكُنَاسَةِ بِالكُوفَةِ، نُرِيدُ المَسْجِدَ الأَعْظْمَ، فَلَمَّا صِرْنَا فِي مَوْضِعِ الجَزّارينَ وَالخَيَّاطِينَ وَالمَسْجِد، - وهُو يَومَئذٍ صَحْرَاء -، فَمَا زَالَ يَلتَفِتُ إلى ذَلِكَ المَوضِعِ، وَيَبْكِي بُكَاءً شَدِيدَاً، وَالدُّمُوعُ تَنْحَدِرُ عَلى لِحْيَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا بِأبِي وَأُمِّي. قَالَ الأَصْبَغُ: يَا أمِيرَ المُؤمِنِين، لَقَدْ التَفَتَّ فَبَكَيْتَ وَأَبْكَيْتَ قُلُوبَنَا وَأَعْيُنَنَا، فَالتَفَتْنَا فَلَمْ نَرَ شَيْئاً!. فَقَالَ: حَدَّثَنِي خَليلي رَسُول الله ÷، عَن جِبريلَ #، عَن الله ø: «أنّهُ يُولَدُ لي مَوْلودٌ مَا وُلِدَ أبُوهُ وَلا جَدُّهُ بَعْد، يَلقَى اللهَ غَضْبَانَاً

= عون بن عبيد الله، قال: كنت مع محمد بن علي بن الحنفية في فناء داره، فمر به زيد ابن الحسن، فرفع طرفه إليه، ثم قال: ليقتلن من ولد الحسين رجل يقال له زيد بن علي، وليصلبن بالعراق، ومن نظر إلى عورته فلم ينصره أكبه الله على وجهه في النار» [أمالي الصدوق: ٤١٥].

(١) هو: حبة بن جوين بن علي العرني، البجلي، الكوفي، أبو قدامة، من أصحاب أمير المؤمنين # وشيعته، شهد معه المشاهد كلّها. روى عن: أمير المؤمنين #، وحذيفة بن اليمان، وعبدالله بن مسعود، وغيرهم. روى عنه: أبو المقدام ثابت بن هرمز، والحكم بن عتيبة الكندي، وسلمة بن كهيل، وغيرهم. قال عبدالله ابن الإمام الهادي القاسمي #: «عداده في ثقات الشيعة». روى له الأئمة. مات سنة (٧٦ هـ)، وقيل سنة (٧٧ هـ). انظر [الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى، تهذيب الكمال: ٥/ ٣٥١].

(٢) هو: أصبغ بن نباتة التميمي، الحنظلي، الدارمي، المجاشعي، الكوفي، أبو القاسم، من كبار أصحاب أمير المؤمنين #. روى عن: أمير المؤمنين #، الإمام الحسن بن علي #، عمار بن ياسر، وغيرهم. روى عنه: الأجلح بن عبدالله الكندي، أبو حمزة الثمالي، سعد بن طريف الإسكاف، وغيرهم. روى له الأئمة. قال عبدالله ابن الإمام الهادي القاسمي: «عداده في ثقات محدثي الشيعة». انظر [الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى، تهذيب الكمال: ٣/ ٣٠٨].