[خطبة الإمام زيد بن علي @ في أصحابه، يبين لهم سيرته في المخالفين له]
[خِطبة الإمام زيد بن علي @ في أصحابِه، يُبيّن لهم سيرته في المُخالفين له]:
  ٤ - قال [أبو مخنف]: فَلمّا قَامَ(١) الإمامُ زَيدُ بن عَلي - ~ وعلى آبائه الطّاهرين وسلّم تَسليماً - بَلغَه أنَّ غَاليةً مِنَ الشِّيعَةِ يَقُولون: نَحنُ نَحكُم فِي دِمَاء بَنِي أُمَيّة وَأمْوَالَهم بِرَأيِنَا، وَكذلكَ نَفْعَلُ بِرَعيِّتهِم. فَلمّا بَلغَه ذَلك صَعَد المنبرَ بالكُوفِةِ، فحَمِدَ الله وأثنَى عَليه بمَا هُوَ أهْلُه وصَلّى عَلى النّبي ÷ ثمّ قَال: «أمَّا بَعد فَإنّه بَلَغَنِي أنَّ القَائِلَ مِنكُم لا يَزالُ يَقُول أنَّ بَنِي أُمَيَّةَ فَيءٌ [لنَا](٢)، نَرتَعُ في أمْوَالِهم، وَنَخُوضُ في دِمَائهِم، حُكْمٌ بِلا عِلْم، وَعَزْمٌ بِلا رَوِيَّة، جَزاءُ سَيّئةٍ سَيئةٌ مِثلُها. عَجِبتُ! لمَن نَطَقَتَ بِذَلِك لِسَانُه، وَحَدَّثتُه بِهِ نَفسُه، أبِكِتَابِ الله تَعالى أَخَذَ؟!، أمْ بِسُنَّةِ نَبيّه ÷ حَكَمَ؟!، أو طَمِعَ في مِيلِي مَعَه وَبَسْطِ يَدِي في الجَور لَه؟!.
  هَيهَات هَيهَات، فَازَ ذُو الحَقّ بِمَا يَهْوَى، وأخْطَأ الظَّالِمُ بمَا تَمنَّى. حَقُّ كُلّ ذِي حَقّ في يَدِه، وَكُلّ ذِي دَعْوى [٣ - أ] عَلى حُجَّتِه، وَبِهذَا بَعَثَ الله تَعالى أنبيَاءَه وَرُسُلَه $ لَم يُخطِئ المُنْصِفُ حَظَّه، ولم يُبقِ الظَّالم عَلى نَفسِه. حَقٌ لِمَن أمَرَ بِالمَعْروفِ أن يَجْتَنِبَ
= الأمّة أمرها قبل اختيارها، ولا استأثرتُ على أهل بيت النبي عليهم الصلاة والسلام»، فَلما أجابه مَن أجابه، وخذله مَن خذله بَعد البيان والحجّة عَليهم على مَن أتى [الصواب أبى] هَذا ممن يَزعم أنّ الإمَام جَعفر بن محمّد، بَعثَ إليهِ لِيجئَ إلى جَعفر بعد أن احتجّ إليهِم في كُلّ أمر كَثير، فَصَار يجيءُ إلى جَعفر، فَأخبرَهُ بمَا قَالُوا ومَا دَارَ بَينَهُم، فَأجَابَه جَعفرٌ بخلافِ مَا قَالوا وحَلَفَ لَهُ عَلى ذَلِك» [تفسير فرات الكوفي: ٢/ ٣٨٢].
(١) أي لمّا دعا إلى نفسه، وانتصبَ للأمر.
(٢) ساقط في (ب).