(18) الإسراء والمعراج
(١٨) الإسراء والمعراج
  بعد وفاة أبي طالب سيد قريش وكبيرها والمدافع عن النبي ÷ ووفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، أكرم الله تعالى نبيه ÷ بالإسراء ليلًا من مكة إلى المسجد الأقصى(١) في فلسطين ثم رده في نفس الليلة، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١}[الإسراء]، وهذه الكرامة من الله تعالى لنبيه ÷ تزيد في اطمئنان النبي ÷ بكرامته عند الله تعالى.
  وأكرم الله تعالى نبيه ÷ بالمعراج إلى السموات السبع، وبيَّن به عظيم منزلته لديه، قال تعالى: {وَلَقَدْ رَأَىهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤} أي: رأى محمد جبريل # في صورته الحقيقية مرة أخرى {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤} وهي شجرة في السماء السابعة.
  قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ١٠} أي: أوحى إلى عبده شيئًا عظيمًا جدًّا، فمما أوحى الله إليه في ذلك المكان الرفيع:
  ١. فرض الصلوات الخمس في اليوم والليلة، وليس صحيحًا أنها كانت خمسين صلاة ثم قال موسى # للنبي ÷: إن أمتك لا يطيقونها، فراجع ربه حتى أقرها خمسًا؛ لأن الله تعالى أعلم
(١) والمسافة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى من الجو أكثر من ١٢٠٠ كم.