خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الحج ومنزلته]

صفحة 105 - الجزء 1

الخطبة الأولى

[في الحج ومنزلته]

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي شرع لنا من أحكام دينه ما هو كفيل بالسعادة وضاعف لنا الحسنى وزيادة، الحمد لله الذي أمدنا بنعمه المتتالية، وتفضلاته السابقة، لنشكره ونحمده ونمجده ونعبده، فمن شكره أمده بخيره العميم، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}⁣[إبراهيم: ٧]، وأشهد أن لا إله إلا هو العدل الحكيم، والعليم الخبير، {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ٢}⁣[سبأ]، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أمينه على وحيه، من أرسله الله رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمات إلى النور، صلى الله عليه وعلى آله نجوم الهدى ومصابيح الدجى.

  أما بعد: عباد الله: فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

  واعلموا عباد الله: أن الإسلام أشرق علينا ليكون للناس سبيلاً إلى السعادة في الدارين، يهدي الضال، ويحمي الضعيف، وينصر المظلوم، ويشبع الجائع، ويكسي العريان.

  ومن أبرز خصائص الإسلام: أنه رفع شأن الإنسان وأعز منزلته فجعله خليفته في أرضه وسيد مخلوقاته، يعمر الأرض والنفوس بالعمران والإيمان، وذلك حين شرفه بالفرائض، وأمره بالتكاليف الشرعية وأوجب عليه الصيام والصلاة، والجهاد، والحج، ففريضة الحج فرض هَدْي ورشاد، وسياج عزة ومنعة، وسبيل فوائد ومنافع، فرضه الله تعالى لتضل أمة