خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[سلوك الموحد في الحياة]

صفحة 12 - الجزء 1

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الصمد].

  هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

  * * * * * * * * * *

الخطبة الثانية

[سلوك الموحّد في الحياة]

  

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي يبدء الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه، وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العليم الخبير العدل الحكيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى الله بإذنه، والسراج المنير، والهادي إلى الدين القويم والصراط المستقيم، حجة الله على خلقه، ما ترك خيراً إلا دل عليه ولا شراً إلا حذر منه، اللهم فصل وسلم وبارك وترحم عليه وعلى آله نجوم الهدى ومصابيح الدجى، أما بعد:

  عباد الله:

  فإن الناس يعيشون في هذه الحياة على قسمين: مؤمن وفاسق خارج عن تعاليم الدين وقوانين رب العالمين لا يدري لماذا خلق، وهل يعيش ليأكل أو يأكل ليعيش؟ يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم، يأكل ويشرب ويلبس ويخلع لا يدري من رزقه ذلك، يمرض ويعافى لا يدري من أمرضه ومن عافاه، إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل.