خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[الحث على الحج]

صفحة 111 - الجزء 1

  أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه إلا كتب الله له عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، فإذا ركب بعيره لم يرفع خفاً ولم يضعه إلا كتب الله له مثل ذلك، وإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، وإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه، وإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه، وإذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه، وإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه»، وعد ÷ كذا وكذا موطناً كلها تخرجه من ذنوبه.

  أيها المؤمنون: لقد أصبحنا في زمن صار الحج فيه متعسراً، وقد يتعذر في زمنٍ ما، فمن استطاع ولم يحج فليبادر بذلك، وإن علينا استصحاب التوبة وملازمتها في بداية أمورنا ونهايتها، ففي الحديث: «حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد تائبين، ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين، ألا وصلوا على من صلى الله عليه وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}⁣[الأحزاب: ٥٦].

  اللهم صل وسلم على سيدنا ومولانا محمد وآله المخصوص بالذكر المحمود والمنهل المشهود والحوض المورود، الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة والنصيحة، واعطه من كل نعيم أوسعه، ومن كل عطاء أجزله، ومن كل قسم أوفره إنك سميع الدعاء، وعلى أخيه ووصيه والإمام من بعده أبي الأئمة الأطايب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى زوجته الطاهرة سيدة نساء الدنيا والآخرة فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الإمامين الزكيين والسيدين الشهيدين أبي محمد الحسن وأبي عبدالله الحسين، وعلى الإمام الولي ابن الولي أمير المؤمنين زيد بن علي، وعلى إمام اليمن محيي الفرائض والسنن أمير المؤمنين