خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[الحث على الحج]

صفحة 110 - الجزء 1

  أما بعد: فيا عباد الله نتواصى بتقوى الله، فإن التقوى أفضل كنز، وأحرز حرز، وأعز عز، وإن تقوى الله نجاة كل هارب، ودرك كل طالب، وظفر كل غالب، ونتواصى بطاعة الله، فإن طاعة الله نجاح لكل خير يرتجى، ونجاة من كل سوء يتقى، فمن نوى الإقلاع عن المعاصي فهذا أوانه، ومن رام الإسراع إلى فعل الخيرات فقد حان إتيانه، فهذه أشهر التوبة والندم، وفعل الخيرات وصلة الرحم، وهي مع ذلك من الأشهر الحرم، التي يقول فيها ربنا، ø،: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}⁣[التوبة: ٣٦] ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون، فاتقوا الله الذي إليه تحشرون، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون.

  أيها المؤمنون: إن الله تعالى يقول وقوله الحق: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}⁣[الحج: ٢٧]، وقد رُوي أنه لما أمر الله خليله إبراهيم # أن يؤذن في الناس بالحج نادى إبراهيم # قائلاً: «أيها الناس إن لله تعالى بيتاً فحجوه»، قال: «فأَسْمَع الله نداءه كل من يحج من ذريته إلى يوم القيامة»،.

  ويروى أن حجاج بيت الله على ثلاثة أصناف: صنف يعتق من النار، وصنف يخرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه، وصنف يحفظ في أهله وماله وهو أدنى ما يرجع به الحاج.

  ويروى عن الباقر محمد بن علي # أنه قال: «ما يقف أحد على تلك الجبال براً ولا فاجراً إلا استجاب الله له، أما البرُّ فيستجاب له في آخرته، وأما الفاجر فيستجاب له في دنياه».

  وروي أيضاً عن رسول الله ÷ أنه قال، ما معناه،: «إن الحاج إذا