[في الترغيب في الحج]
الخطبة الأولى
[في الترغيب في الحج]
  
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي اصطفى محمداً ÷ لرسالته، وارتضاه لنفسه، وائتمنه على وحيه، وابتعثه إلى خلقه رحمة للعالمين، يبشر بالجنة من أطاع الله واتقاه، وينذر بالنار من خالفه وعصاه، وأنزل عليه كتاباً عزيزاً {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ٤٢}[فصلت]، احتجاجاً على خلقه بتبليغ حجته، وأداء رسالته وإقامة حدوده وإنفاذ حكمه، وتحليل حلاله وتحريم حرامه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَءَاتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ١٦٣ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ١٦٤ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ١٦٥}[النساء: ١٦٥]، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، بلغ رسالات ربه، وصبر على حكمه، وأوذي في جنبه، وجاهد في سبيله، ونصح لأمته صلى وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.
  عباد الله: نتواصى بتقوى الله وطاعته، فالله جل وعلا يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ٧٠ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ٧١}[الأحزاب: ٧١]، أيها المؤمنون: يروى أنها