خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[سلوك الموحد في الحياة]

صفحة 15 - الجزء 1

  كلها ساجدة خاشعة، ترتل آيات التسبيح والثناء على العزيز الحكيم الرحمن الرحيم: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا}⁣[الرعد: ١٥]، {يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ}⁣[الحج: ١٨].

  فاتقوا الله يا عباد الله واحذروا أن تخرجوا من طاعته وولايته، واستقيموا على مرضاته وذكره وتوقيره وشكره فإنه حق واجب على العباد، واحذروا أن تصابوا في دينكم فإن كل مصيبة قد تعوض بخير غير المصيبة في الدين والخسارة فيه فلن تعوض أبداً: {مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}⁣[الأحزاب: ١٧].

  عجباً لقوم أعرضوا عن ذكر الله وتنكبوا الطريق المستقيم، ونسوا عظمة الله وجلاله وكبرياءه.

  عجباً لهم كيف نسوه وتقربوا إلى عبيد مثلهم بفعل ما يشتهون ويحبون، يطلبون من وراء ذلك وظيفة أو مالاً أو جاهاً أو سلطاناً أو أي عرض من عروض الدنيا، أوَما يدرون أن الله قد يحرمهم مما أملوا ويمنعهم مما رغبوا فلا دنياً أصابوا ولا ديناً أقاموا: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}⁣[المائدة: ٨٠].

  عباد الله: أكثروا من ذكر الله ومن الإلتفات إليه بالدعاء والإستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسول الله ÷، ولا سيما في يوم الجمعة، فإنه يوم تضاعف فيه الأعمال.

  اللهم فصل وسلم على عبدك ورسولك، نبي الرحمة وقائد الخير، ومفتاح البركة، وآته الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً، وصل اللهم على أخيه، ووصيه وباب مدينة