خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الإستقامة]

صفحة 146 - الجزء 1

  يطلبون، وإن ذلك أعده الله لهم لأنه غفور يتجاوز عن سيئاتهم ويدخلهم برحمته في عباده الصالحين.

  عن سفيان بن عبدالله قال: «قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك؟، قال ÷: قل آمنت بالله ثم استقم»، والله، ، يقول لنبيه ÷: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}⁣[هود: ١١٢]، أي إن الإستقامة لا تتحقق إلا إذا التزم المرء بما أمر الله به، وإن النبي ÷ مُطالب من الله سبحانه بأن يلتزم الإستقامة هو ومن معه ممن تاب ورجع إلى الله واتبع النبي الأمي ÷، وإن المؤمنين لا يحل لهم تجاوز ما أمر الله به، وبلغ من عناية الله سبحانه أن أنزل كتابه لتحقيق هذه الغاية {أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ١}⁣[إبراهيم]، وقد بين رسول الله ÷ الإستقامة بسلوكه وأوضح البيان: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٢ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}⁣[الشورى: ٥٣]، هذه دعوة الإسلام إلى الإستقامة ليحول حياة الإنسان إلى حياة أفضل، حياة كلها النظافة والطهر والأدب والعفاف، وهي الجديرة بكرامة الإنسان الذي شرفه الله وأعلى من قَدْرِه وفضله على كثير ممن خلقه تفضيلاً {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}⁣[يوسف: ١٠٨]، أما الذين لا يلتزمون هذا المنهج ولا يسيرون في هذا الطريق وينحرفون إلى ذات اليمين وذات الشمال على حسب أهوائهم وما تتطلبه منهم شياطينهم فأولئك من الله بُعداء، ومن سبيله برآء، ولو التزموا ببعض مظاهر الإسلام فإنه