خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الحث على الإستقامة في الدين]

صفحة 148 - الجزء 1

  والشركاء والأضداد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قولاً صدقاً وتعبداً ورقاً.

  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، أرسله بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الحق بإذنه وسراجاً منيراً ~ يوم ولد ويوم التحق بالرفيق الأعلى، ويوم يبعث حياً. وعلى آله الطاهرين الأخيار الصادقين الأبرار، وسلم تسليما كثيراً.

  عباد الله:

  أوصيكم ونفسي بتقوى الله وإيثار طاعته في كل حال، نتواصى بالإعتصام بحبل الله، وإصلاح ما بيننا وبين الله بالأعمال الزكية، والأخلاق المرضية، وأن نتعاهد أنفسنا في تطهير مذاهبنا، والمحافظة على أدياننا وأماناتنا. وأن نتحرَّى في الحلال الطيب في مطعمنا وملبسنا ومشربنا ومكسبنا. نتواصى بتجنب محارم الله ونحض أنفسنا بالإستقامة كما أمرنا الله، ونتواصى بالتعاون على البر والتقوى ومن أعظمها وأجلها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فإنه لايستقيم الدين بدونهما. ولا تقام الفرائض على أكمل وجه إلا بهما.

  إسمعوا ما وعظ الله به أوليائه من سوء الثناء على من قبلكم من أهل الكتاب من بني إسرائيل، على لسان داوود وعيسى بن مريم $: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ٧٨ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٧٩}⁣[المائدة] ويقول: {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}⁣[المائدة: ٦٣].