خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الإخلاص والإحسان]

صفحة 17 - الجزء 1

الخطبة الأولى

[في الإخلاص والإحسان]

  

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، وهو العزيز الغفور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيّن لعباده الطريق، وأوضح لهم السبيل، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ما ترك ÷ خيراً إلا دل عليه، ولا شراً إلا حذر منه.

  اللهم فصل وسلم وبارك وترحم عليه وعلى آله نجوم الهدى، ومصابيح الدجى، وعلى من اتبعهم، واسْتَنَّ بسنتهم، من يومنا هذا إلى يوم الدين.

  أما بعد: - أيها الأخوة المسلمون: فإنه من يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم، ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور، يذكر الله، ، هنا إنه ليس أحسن ديناً ممن جمع بين إخلاص نفسه لله تبارك وتعالى، وجعلها سالمة لا تعرف ربّاً سواه، وبيّن الإحسان وجعل ذلك أوثق الأسباب التي توصل إلى رضوان الله ، {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ}⁣[النساء: ١٢٥]، فالإسلام لله والإخلاص لله هو إصلاح النية، وخلاص القلب لرب العالمين، ومهما كان الأمر كذلك، كانت الأعمال مصاحبة للنية الصالحة والإخلاص لله وحده، فإن الأعمال الدنيوية ترتفع فتُجْعَلُ عبادةً مُتَقَبَّلة، قال رسول الله ÷: «من بنى بنياناً في غير ظلم ولا اعتداء أو غرس غرساً في غير ظلم ولا اعتداء