خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في فضل الكتاب وليلة القدر]

صفحة 162 - الجزء 1

الخطبة الأولى

[في فضل الكتاب وليلة القدر]

  

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي جعل القرآن نوراً هدانا به من ظلمات الضلالة، ورحمة وشفاء من داء كل عمىً وجهالة، ونجاة لمن اعتصم به، وجعله لمن عقل واهتدى، دليلاً على من إليه هدى، ومبيناً لقدرة من قدَّره، وشاهداً على حكمة من دبَّره.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين. فصلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آله عيبة علمه وخزان حلاله وحرامه، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

  أما بعد: عباد الله اتقوا الله تعالى، وعظموا شهركم هذا، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وتعرضوا لنفحات الرحمن، وأكثروا فيه من البر والإحسان، وتزودوا فيه من الطاعة، واجعلوا أوقاتكم فيه بذكر الله معمورة، أَحيوا ليله بتلاوة كتاب الله وتسبيحه وتمجيده، ولا سيما في لياليه المقبلة المباركة، العشر الأواخر المتبقية، فإن فيها البركة والفضل، والمضاعفة على سائر أيام رمضان لأن فيها الليلة المباركة. الليلة التي عظًّم الله قدرها وشرَّفها، وضاعف الأجور فيها رحمة منه لعباده، وفضلاً وتفضلاً عليهم، لأنه لا يضاعف الأجور سوى الكريم (فقد جعل هذه الليلة