خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في فضل الكتاب وليلة القدر]

صفحة 166 - الجزء 1

  والديه، وقاطع رحم، ومشاحن» فتحرَّوا هذه الليلة فيما تبقى من شهرنا هذا وأحيوها بذكر الله والصلاة والدعاء والاستغفار، فقد كان رسول الله ÷ في هذه الليلة يحيي الليل كله وقال رسول الله ÷ «من اعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان كان يعدل حجتين وعمرتين» وقال رسول الله ÷ «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه».

  واعلموا عباد الله: أن الإسلام لا يعتمد على الظاهر في العبادات فليس ظاهر الإنسان ولا ظاهر الحياة، هو الذي يمنحه الله رضوانه، فإن الله يقبل على عباده المخبتين، المخلصين، ويقبل منهم ما تقربوا به إليه، أما ماعدى ذلك من زخارف الدنيا وتكلفات البشر فلا قيمة له ولا اكتراث به قال ÷ «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».

  فإحياء هذه الليلة لابد أن يكون إحياء للمعاني الكبيرة التي اختص الله بها هذه الليلة. مما اشتملت عليه. وهي أنها ذكرى نزول القرآن التشريع السماوي لأهل الأرض، بما تضمنته من عقيدة وتصور وآداب، تثبت السلام في الأرض، وهذا ما قصده ÷ بقوله إيماناً واحتساباً».

  جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأعاننا على صيام هذا الشهر وقيامه، وجنبنا الشيطان وأعوانه إنه على كل شيء قدير.

  

  {إنّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ٢ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ٣ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ٤ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ