خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في فضل الكتاب وليلة القدر]

صفحة 165 - الجزء 1

  الخير للعباد {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}⁣[القدر] من أعلى العلى إلى الأرض السفلى بالبركة والخير للعباد: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}⁣[القدر] فهي سالمة مسلمة ليس فيها عذاب من الله تبارك وتعالى ولا نقمة. جعلها الله بفضله بركة وسلاماً ورحمة للعباد إلى الفجر دائمة، فشرفت هذه الليلة بشرف كتاب الله، وتضاعف فيها الأجر بسببه، فهي ليلة من ليالي هذا الشهر الكريم كما قال سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ}⁣[البقرة: ١٨٥].

  «وكما قال رسول الله ÷ فيما روي عن أبي ذر قال: سألت رسول الله ÷ عن ليلة القدر في رمضان هي؟ أم في غيره؟

  قال بل هي في رمضان. قلت تكون مع الأنبياء $ إذا كانوا وإذا مضوا رفعت؟ قال: بل هي إلى يوم القيامة. قلت: في أي رمضان هي؟ قال ÷ إلتمسوها في العشر الأواخر».

  وروي عن النبي ÷ أنه قال: «إذا كان ليلة القدر أمر الله ø جبريل # أن يهبط في كوكبة من الملائكة $ إلى الأرض ومعه لواء أخضر فيركز اللواء على ظهر الكعبة وله ستمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا ليلة القدر، فينشرهما في تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب، ويبث جبريل # الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم. ويؤمِّنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر قال جبريل # يا معشر الملائكة الرحيل الرحيل. فيقولون يا جبريل ما صنع الله في حوائج المؤمنين؟ فيقول: (إن الله نظر إليهم في هذه الليلة وعفا عنهم وغفر لهم، إلا أربعة رجل مدمن خمر، وعاق