[الحث على التقوى والطاعة]
  الحق كتاب الله المبين وعترة خاتم المرسلين، وقد أرشدنا الله إلى ذلك حين يقول: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى}[يونس: ٣٥]، جاء في التفسير أنها نزلت في علي # ثم كذلك قد أرشدنا رسول الله ÷ إذ يقول: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، وأيضاً يقول الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[التوبة: ١١٩]، يقول المفسرون أنها نزلت في أهل بيت محمد ÷.
  ألا واعلموا بأن الداعي إلى الباطل هو الشيطان، عدوكم الذي أخرج أبويكم من الجنة، عدوكم الذي أقسم بعزة الله ليغوينكم أجمعين لما طرده الله من رحمته {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ٧٩ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ٨٠ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ٨١ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ٨٢ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ٨٣}[ص: ٨٣]، وقد أرشدنا الله إلى أن الشيطان هو الداعي إلى طريق النار وأنه عدو بني آدم إذ يقول الله ø: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: ٦]، فعليكم أيها المؤمنون أن تطيعوا ربكم وأن تعصوا عدوكم، فمن أحق بكم من الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم؟، واعلموا أنكم لا تنالون السعادة في الدنيا والآخرة إلا بالرجوع إلى الله والتوبة النصوح الصحيحة والعمل الخالص في السر والعلانية والإذعان للحق وإن كان مراً لأن الله يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد: ١١]، فقوموا بما أمركم الله به وتقربوا إليه بالتوبة، واستفتحوا أبواب إجابة الدعاء بالإنقياد والخضوع والخشوع وإعلان العبودية