[الحث على التقوى والطاعة]
  الحقيقية يقول الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: ١٨٦]، فربط إجابة الدعاء بالإستجابة له والإيمان به.
  روي أن رجلاً قال للإمام علي #: «يا أمير المؤمنين إننا ندعوا الله فلا يستجيب منا - وقد قال وهو أصدق القائلين: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]، فما هو السبب في عدم الإجابة؟ - فقال أمير المؤمنين ~ ما معناه: إن قلوبكم جاءت بثمان خصال أولها: أنكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم فما أغنت عنكم معرفته شيئاً.
  والثانية: أنكم ءامنتم برسوله ثم خالفتم سنته وأمتم شريعته، فأين ثمرة إيمانكم؟.
  الثالثة: أنكم قرأتم كتاب الله المنزل عليكم فلم تعملوا به، وقلتم سمعنا وأطعنا ثم خالفتم.
  والرابعة: أنكم قلتم أنكم تخافون النار وأنتم في كل وقت تقدمون عليها بمعاصيكم فأين خوفكم؟.
  والخامسة: أنكم قلتم أنكم ترغبون في الجنة، وأنتم في كل وقت تفعلون ما يباعدكم منها.
  والسادسة: أنكم أكلتم نِعَمِ الله ولم تشكروه عليها (وتطلبون مع عدم الشكر دوامها والزيادة عليها، وأنتم تعرفون أن الله يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم: ٧].
  السابعة: أن الله أمركم بعداوة الشيطان وقال: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}[فاطر: ٦] فعاديتموه بالقول وواليتموه (بمخالفة أوامر الله).