[الإشادة بيوم الغدير]
الخطبة الأولى
[الإشادة بيوم الغدير]
  
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي انقادت له الدنيا والأخرى، وقذفت إليه السموات والأرض مقاليدها، وسجدت له بالغدو والآصال الأشجار الناضرة، وآتت أكلها بكلماته الثمار اليانعة، ذلكم الله ربكم مبتدع الخلق ووارثه، وإله الخلق ورازقه، والشمس والقمر دائبان في مرضاته، يبليان كل جديد، ويقربان كل بعيد.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي قسم أرزاق عباده وأحصى آثارهم وأعمالهم. وعدد أنفاسهم وخائنة أعينهم وما تخفي الصدور، وهو الذي اشتدت نقمته على أعدائه في سعة رحمته. واتسعت رحمته لأوليائه في شدة نقمته، قاهر من عازه، ومدمر من شاقه، ومذل من ناواه، وغالب من عاداه، من توكل عليه كفاه، ومن سأله أعطاه، ومن أقرضه قضاه، ومن شكره جزاه.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه ومجتباه. الذي أرسله بالهدى ودين الحق ليظهر هـ على الدين كله. فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلاة الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله أعلام الهدى ومصابيح الدجى، شهداء الله على خلقه. وحججه على عباده.
  عباد الله
  نتواصى بتقوى الله. واعلموا أن أجل ما تتقون الله به هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فالله تعالى يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ