خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[الإشادة بيوم الغدير]

صفحة 185 - الجزء 1

  وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[آل عمران: ١٠٤] فهذا أمر الله لأمة محمد ÷ ويقول تعالى في الثناء على المؤمنين: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ}⁣[التوبة: ٧١].

  ورسول الله ÷ يقول: «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم، فيد عو خياركم فلا يستجاب لهم».

  وعن علي # قال قال رسول الله ÷: «إني لا أتخوف على أمتي مؤمناً ولا مشركاً. أما المؤمن فيحجزه إيمانه، وأما المشرك فيقمعه كفره، ولكن أخاف عليهم منافقاً عالم اللسان يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون.

  فلهذه الأيات وأمثالها من الآيات القرانية والأحاديث النبوية، علينا أن نقف بحزم وثبات أمام هذه التيارات الجارفة، وأن نهيئ أنفسنا للأمر بالمعروف والنهي عن الفحشاء والمنكر. لأن أكثر الخلق في هذا العصر يهوون إلى الحضيض. وراء شهواتهم، لايرتدعون عن منكر ولا يسمعون إلى نصيحة ناصح، وقد أخذ الجهل منهم مأخذه، وزين لهم الشيطان سوء أعمالهم. وصدهم عن طريق الله. وعن العمل بكتاب الله. وعن التمسك به، وبقرنائه عترة خاتم رسل الله ÷، فنتواصى بتقوى الله والعمل بكتاب الله نحل حلاله، ونحرم حرامه، فالحق أبلج، والباطل لجلج، الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهة، من تجنبها فقد استبرأ لعرضه ودينه.

  واعلموا أيها المؤمنون أن من الفرائض العظيمة موالاة أولياء الله، ومعاداة أعداء الله، وإن من أفضل القرب تعظيم شعائر الله، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب