خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في مقتل الحسين السبط #]

صفحة 197 - الجزء 1

  بأجمعها - إلا من عصم الله - عن نبيها بأن تركت نصرة ولده، بل ساعدت في قتله واستئصاله.

  هو يوم اسْتُحلّت فيه محارم رسول الله ÷ وأُسرت وسيقت، هذا هو يوم كربلاء، يوم الكرب والبلاء على أهل بيت النبوة.

  فالأمر الجليل الذي دار من أجله الصراع، والقلة الصامدة التي وهبت حياتها لذلك الأمر، والطريقة التي دار بها القتال، بين أربعة آلاف فارس من جيش بن زياد الملعون، واثنين وسبعين هم أنصار الإمام الحسين ~، والأحداث المروِّعة التي سبقت المعركة من التعطيش وغيره، والمجزرة العظيمة، وانتهاك الحرمات، كل ذلك يجعل من يوم كربلاء يوماً فريداً في تاريخ الآلام والأحزان، في تاريخ التضحية والمجد، في تاريخ المأساة العظيمة، وفي تاريخ الحق الذي شهد في ذلك أغلظ المشاهد من جبابرة الباطل وأحزاب الضلال، فلم يَهن ولم يَتضعضع، رغم استشهاد أصحابه، فأعظم ما صنعه القائد العظيم وأهله وأصحابه، في هذا اليوم أنهم أعلوا الحق راية خفاقة، يهتدي بها كل متبع لهذا الدين الحنيف.

  نعم: لقد وقف اثنان وسبعون رجلاً وراء قائدهم العظيم ليس لهم في إحراز النصر على عدوهم أدنى أمل، وليس لهم سوى القتل، بأسلحة خصم فاجر متوحش مسعور، وأمامهم فرص النجاة، إذا هم أرادوها.

  فقد جمع الإمام الحسين ~ أصحابه ليلة المعركة، ثم حمد الله وأثنى عليه. ثم قال أما بعد فإني لم أعرف أصحاباً خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر وأوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله خيراً، فقد بررتم وأعنتم، وإنكم تعلمون أن القوم لا يريدون