خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في مقتل الحسين السبط #]

صفحة 199 - الجزء 1

  بيعة على موت محقق، إنه لموقف مجيد، جعلوا منه درساً للأجيال بعدهم، في الولاء الخالد للأئمة من أهل البيت $، وفي التضحية من أجل الحق.

  ولقد سار على إثر ذلك واقتدى بهم أبطال عظام، اقتدوا بهم في الفداء والولاء مع أئمة عظام، إقتدوا بسيدهم الحسين ~ فهذا الإمام زيد بن علي والإمام محمد بن عبدالله والإمام يحيى بن زيد، وغيرهم من الأئمة الهادين المهديين.

  فهذا هو الحسين القائد العظيم وهؤلاء هم أصحابه الأبطال يصولون ويجولون في معركة يعانقون الموت عناقاً واحداً تلو الآخر يريدون بذلك إظهار الحق ورفع رايته، لاكما يقول بعض المنحرفين، بأن الحسين قد ورط في هذه المعركة وأنه لم يدخلها مريداً للحرب وإنما كان يريد الإمارة. فقد قال الحسين ~ (والله لم أخرج أَشِراً ولا بطراً ولكن أردت الإصلاح في أمة جدي)، فهذا هو الهدف الحق، إصلاح الأمة التي قد أفسدتها الشجرة الملعونة وجعلت دينها هزؤاً ولعباً فقائدها هو ذلك السكير الكافر الفاجر مربي القردة والخنازير يزيد القرد، فهذا اليوم العظيم لا بد أن يتعلم منه المسلمون أن الحق وحده هو المقدس. وأن التضحية هي الشرف الرفيع، وأن الولاء المطلق لأهل البيت هو السبيل إلى الوصول إليه.

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ١٦٩ فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ١٧٠ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ١٧١}⁣[آل عمران]، صدق الله العظيم، هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.